ومالي لا أعبد الذي فطرني
في خضم الحياة المليئة بالمشاغل والانشغالات، كثيرًا ما ننسى الغاية الحقيقية من وجودنا على هذه الأرض. يقول الله تعالى في محكم تنزيله: "وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (يس: 22). هذه الآية العظيمة تذكرنا بحقيقة عظيمة، وهي أن العبادة لله هي الغاية الأساسية التي خلقنا من أجلها. وماليلاأعبدالذيفطرني
لماذا نعبد الله؟
الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا من العدم، وهو الذي منحنا نعمة الحياة والوجود. فكيف لا نعبده وهو الذي وهبنا كل هذه النعم؟ العبادة ليست مجرد طقوس تؤدى، بل هي شكر لله على نعمه، وخضوع لقدرته، وحب لخالقه. عندما نعبد الله، فإننا نعترف بفضله علينا ونقر بعجزنا أمام عظمته.
أشكال العبادة
العبادة لا تقتصر على الصلاة والصوم فقط، بل تشمل كل عمل نفعله بنية التقرب إلى الله. الابتسامة في وجه الآخرين، مساعدة المحتاج، الصدق في العمل، بر الوالدين، كل هذه أعمال عبادة إذا صحت النية. يقول النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".
فوائد العبادة
- الطمأنينة النفسية: العبادة تملأ القلب بالسكينة والرضا، لأنها صلة مباشرة بين العبد وربه.
- تقوية الإرادة: عندما نلتزم بالعبادات اليومية مثل الصلاة، نكتسب الانضباط والقوة في مواجهة تحديات الحياة.
- تكفير الذنوب: العبادة تطهر القلب من الآثام وتجدد العلاقة مع الله.
- الفوز بالجنة: الهدف الأسمى للمسلم هو رضوان الله ودخول الجنة، والعبادة هي الطريق الموصل إليها.
التحديات التي تواجه العبادة
في عصرنا الحالي، تكثر المشتات التي تبعدنا عن العبادة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والانشغال بالمال والدنيا. لكن علينا أن نتذكر دائمًا أن الدنيا زائلة، وأن الآخرة هي دار القرار.
الخاتمة
علينا أن نستحضر دائمًا معنى الآية الكريمة "وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي"، وأن نجعل العبادة جزءًا أساسيًا من حياتنا. فلنحرص على تقوية صلتنا بربنا، ولنكن من العابدين الشاكرين، حتى ننال رضاه ونفوز بجنته.
وماليلاأعبدالذيفطرني"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56).
وماليلاأعبدالذيفطرني
فليكن شعارنا دائمًا: العبادة لله، والشكر له، والاستعداد للقائه.
وماليلاأعبدالذيفطرني